العشرة المبشرين بالجنة صفاتهم وأسماءهم في بحث مفصل
العشرة المبشرين بالجنة هم صفوة من الصحابة الكرام الذين بشروا بالجنة في الدنيا قبل أن يرحلوا إلى دار البقاء.
وفي هذا الموضوع سنحاول أن نضع بين يديك زائرنا الكريم في موسوعتنا رابط ويب، بحثا مفصلا حول هؤلاء الصحابة المبشرين بالجنة، مع تقديم مجموعة من التفاصيل حول حياتهم وقصة إسلامهم.
لقد جاءت أحاديث كثيرة تتضمن البشارة بالجنة لجم غفير من الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك في هذه البحث سنحاول إبراز فضائل بعض هؤلاء المبشرين بالجنة وذكر تفاصيلهم وأعمالهم عسانا نستفيد قليلا منهم ونرافقهم في الجنة بحول الله وقوته.
قد يهمك: دعاء القنوت في الوتر كامل مكتوب.
من هم العشرة المبشرين بالجنة ؟
العشرة المبشرون بالجنة (10) هم ثلة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تم تبشيرهم بالجنة وعلموا بمكانتهم عند الله يوم القيامة، في دنياهم وقبل أن يتوفاهم الله تعالى.
فقد نزل الوحي من السماء على خير البرية محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم، ليبشر به صحابته الكرام بجنة الخلد عند ربهم، ولقد نالوا هذه المنزلة العظيمة بإيمانهم القوي، ودعوتهم الصادقة، وكفاحهم وجهادهم في سبيل الله وسلوكهم الطيب، وعددهم كما ورد في كتب الأحاديث عشرة نذكرهم على الشكل الآتي:
أسماء العشرة المبشرين بالجنة بالترتيب
لقد وردت أسماء العشرة المشرين بالجنة في كتب الحديث والسيرة النبوية، بالإضافة إلى مصنفات علوم الفقه والشريعة مرتبة على النحو التالي:
- أبو بكر الصديق
- عمر بن الخطاب
- عثماء بن عفان
- علي بن أبي طالب
- سعيد بن زيد
- الزبير بن العوام
- طلحة بن عبيد الله
- عبد الرحمن بن عوف
- سعد بن أبي وقاص
- عبيدة ابن الجراح
أبو بكر الصديق : أو المبشرين بالجنة
هو عبد الله بن أبي قحافة عثماء بن عامر القرشي التيمي ولد سنة 50 قبل الهجرة، وتوفي سنة 13 هجرية.
يعد أول من أسم من الرجال بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو أحد أعظم الخلفاء الراشدين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب الناس إليه. وهو والد عائشة بنت أبي بكر زوجة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
يظن الناس أن أبا بكر كان غنيا، لأنه ورث مالا عن أبيه وأمه، ولكن هذا غير صحيح، ذلك لأنه كان تاجرا صادقا فأغناه الله حتى وصل ماله أربعين ألف درهم.
وقد كان رجلا كثير العيال ينفق على أهله، بل وينفق على أ[يه الذي أصابه العمى في آخر أيام حياته، وأيضا على أمه التي عجزت هي الأخرى عن العمل.
وحينما أرسل الله عز وجل نبيه محمدا بالإسلام، ظلت الدعوة سرية لمددة ثلاث سنوات كاملة، وفي هذه الأثناء كان إسلام أبي بكر الصديق قبل أن يأمر الله بإعلان الدعوة والجهر بها أما كل من في قبيلة قريش.
عمر بن الخطاب
هو أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي ولد سنة أربعين قبل الهجرة وتوفي سنة 26 ذو الحجة 23 هـ.
وهو أمير المؤمنين ثاني الخلفاء الراشدين، الفاروق وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن أيد الله به الإسلام وفتح على يده الأمصار، وهو الصادف المحدث الملهم الذي جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أن قال: "لو كان بعدي نبي لكان عمر". الذي فر منه الشيطان، وأعلى به الله الإيمان، وأعلن الإذعان.
ومعروف أنه حين نطق عمر بن الخطاب بالشهادتين أمام رسول الله وصحابته عرف كل من سمع بالخبر أن هذا الدين هو الأقوى.
وأن من أسلم لا بد أن يكون عزيزا قويا لا يخشى أحدا إلا الله تعالى، فإذا به يقول لرسول الله: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا أو حيينا. فقال رسول الله عليه السلام: "بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق وإن متم أوحييتم".
عثمان بن عفان
أبو عبد الله عثمان بن عفَّان الأموي القرشي ولد سنة 47 قبل الهجرة، وتوفي بعدها سنة 23 هـ يوم 26 ذو الحجة.
وهو أمير المؤمنين الملقب بذي النورين، ومن تستحي منه الملائكة ومن جمع الناس على مصحف واحد بعد الإختلاف. وهو من افتتح بوابه إقليم خرسان وإقليم المغرب. وكان من السابقين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين في سبيل االله، وممن شهد له رسول االله صلى االله عليه وسلم بالجنة، وزوجه بابنتيه رقية وأم كلثوم".
وازدادت كراهية قريش لعثمان بعد زواجه من رقية، فقد علموا حب عثمان بن عفان لرسول الله، فاشتد الأذى عليه وعلى زوجته، فحاربته قريش في تجارته، حتى ضاقت مكة بعثمان ورقية فهاجرا إلى الحبشة.
وهنا نظر النبي عليه السلام إلى عثمان ورقية وهما مهاجران. فقال: "صحب الله عثمان ورقية، إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد نبي الله لوط".
ولكن شوق رقية إلى مكة ووالديها عجل بعودة عثمان إلى دياره من الحبشة، فلما عادا وجدا أم المؤمنين خديجة قد ماتت فحزنت رقية على أمها، وتأثر عثمان لوفاة خديجة، وعوضهما الله بطفل صغير سماه رسول الله، "عبد الله".
علي بن أبي طالب
أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي ولد في رجب سنة 23 قبل الهجرة وتوفي في رمضان 40 هجرية.
وهو أمير المؤمنين أبو الحسن الهاشمي، قاضي الأمة وفارس الإسلام، وكان ممن سبق إلى الإسلام وهو لا يزال ابن 7 سنوات، عرف بنهوضه بأعباء العلم والعمل وشهد له النبي بالجنة، وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه" وقال له: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أه لا نبي بعدي" وقال "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق".
وقد عاش علي رضي الله عنه في رعاية النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يسجد لصنم في الجاهلية، ولم يلهُ كبقية الصبيان. ولكنه كان ينظر إلى ابن عمه محمد عليه السلام فيراه خير الناس وأفضلهم، فراح يتعلم منه الأخلاق القويمة، والأفعال الكريمة، فكان صورة ثانية منه.
طلحة بن عبيد الله
طَلْحَة بن عُبَيْد اللّه التَّيمي القُرشي المولود سنة 28 قبل الهجرة النبوية، والمتوفى بعدها في 36 بعد الهجرة بالبصرة.
هو أحد العشرة المبشرون بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أهل الشورى.
فقد كان عند وقعة بدر في تجارة في الشام فضرب له النبي صلى االله عليه وسلم بسهمه وأجره، وشهد غزوة أحد وأبلى فيها بلاء حسنا، ووقى النبي صلى االله عليه وسلم بنفسه، واتقى النبل عنه بيده حتى شلت إصبعه. توفي سنة 36هـ كما أسلفنا الذكر.
الزبير بن العوام
الزُّبَيْرُ بن العَوَّام القرشي الأسدي ، ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم، ولد سنة 28 قبل الهجرة، وتوفي بالبصرة سنة 36 للهجرة.
حواري النبي صلى الله عليه وسلم، أسلم قديما وهو ابن ثماني سنين. فعذبه عمه بالدخان لكي يترك الإسلام فلم يفعل. وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعا. وشهد مع النبي صلى االله عليه وسلم المشاهد كلها. وهو أول من سل سيفا في سبيل االله.
ورغم صغر سنه، فقد أسلم مبكرا في مكة وكان عمره وقتها ثماني سنوات فقط، لكن الإيمان لا يفرق بين صغير وكبير، بل لا يعترف إلا بالقلب الطاهر النقي، وقد كان زير طاهر القلب نقيا من الداخل فاصطفاه الله وجعله من العشرة المبشرون بالجنة.
عبد الرحمن بن عوف
عبد الرّحمن بن عوف القرشيّ الزهريّ ولد عام 43 قبل الهجرة، وتوفي في 32 للهجرة في البقيع بالمدينة المنورة.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى أسلم قديما قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم. وهاجر إلى الحبشة الهجرتين وشهد المشاهد كلها وثبت مع رسول االله صلى االله عليه وسلم يوم أحد. توفي سنة 32هـ.
وعن أنس بن مالك، رضي االله عنه، قال رسول الله صلى االله عليه وسلم: "أول من يدخل الجنة من الأغنياء عبد الرحمن بن عوف".
فلما أسلم أبو بكر رضي الله عنه عرض الإسلام على عبد الرحمن بن عوف، فلم يتردد هذا الأخير في إعلان إسلامه، فكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر بيومين فقط.
ثم ذهب إلى رسول الله ليعلن له أن صار مسلما وهو الذي غير له إسمه إلى عبد الرحمن وسعد كثيرا بهذا الإسم الجديد، ليصبح أحد السابقين إلى الإسلام وسابع العشرة المبشرين بالجنة.
سعد بن أبي وقاص
سَعْد بن أَبي وقاص مَالِك القرشي بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. الأمير أبو اسحاق الزهري المولود سن 23 قبل الهجرة، والمتوفى سنة 27 هجرية في البقيع بالمدينة المنورة.
أحد العشرة وآخرهم موتا كان أحد الفرسان، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله. وهو أحد الستة أهل الشورى، وقال عمر إن أصابته الإمرة فذاك وإلا فليستعن به الوالي. وكان رأس من فتح العراق، وولي الكوفة لعمر، وهو الذي بناها، ثم عزل، ووليها لعثمان. وكان مجاب الدعوة مشهورا بذلك. مات سنة 55هـ.
وكان سعد يحب الرماية، فكان يدرب نفسه على الرماية بالسهام، وقد كان إسلامه سهلا يسيرا ولم يكن صعبا، بل إنه أسرع للإسلام فكان ثالث ثلاثة أسلموا، وكان يقول: "لقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام".
سعيد بن زيد
سَعِيد بن زَيْد القرشي العدوي من مواليد عام 22 قبل الهجرة، وتوفي سنة 51 هجرية في العقيق بالمدينة المنورة.
كان زيد إبن عن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، عاش قبل الإسلام واهتدى إلى الله تعالى بفطرته السليمة، فلم يعبد الأصنام أو يذبح لها كما فعل المشركون في مكة قبل الإسلام.
هاجر سعيد بن زيد إلى المدينة مع زوجته فاطمة، وقبل بدر اختاره رسول الله ليذهب مع طلحة بن عبيد الله ليعرف عدد المشكرين ويستطلع تحركاتهم، فغاب سعيد عن بدر، ولكن رسول الله أعطاه غنائمها فكان كمن حضرها وشهدها.
أبو عبيدة بن الجراح
أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي، ولد سنة 40 قبل الهجرة وتوفي في 18 هجرية في غور الأردن.
وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، "إن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
وقد كان واحدا ممن هداهم الله إلى الإسلام على يد أبي بكر رضي الله عنه. وكبقية إخواته ممن أسلموا تحمل أبو عبيدة العذاب في مكة صابرا راضيا لا يصده عن دين الله يشء، بل لا يزيده التعذيب إلا إيمانا، واتباعا لدين الله ورسوله.
وبعد نزول الوحي من عند الله تعالى آمرا نبيه بالهجرة من مكة إلى المجينة، فارق أبو عبيدة وطنه ودياره، وفر بدينه ليلحق بفئة المؤمنين في المجينة ويسكن الإيمان المدينة، ويسكن المؤمنون المدينة حتى كانت المدينة دار الإيمان والمؤمنين سويا.
حديث العشرة المبشرين بالجنة
لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح يثبت ما ذكرناه في هذا البحث بخصوص العشرة المبشرون بالجنة، وقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قائلا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنةـ وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة".
وقد ذكر السيوطي في كتابه تحذير الخواص من أكاذيب القصاص. قولا لابن الجوزي قول فيه بسنده إلى أبي محمد بن أحد بن عبد الوهاب الإسفراييني. قال: ليس في الدنيا حديث اجتمع عليه العشرة المشهود لهم بالجنة غير حديث "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعهده من النار".
ختاما كان هذا موضوعنا حول العشرة المبشرين بالجنة فصلنا فيه القول، وأحطنا بجميع جوانبه سائلين المولى تعالى أن نكون موفقين في تبليغ ما أردناه من خلال هذه المشاركة.