المفعول المطلق أنواعه و إعرابه مع الأمثلة
المفعول المطلق هو ظاهرة لغوية تدخل ضمن باب المنصوبات في النحو العربي. وهو من الدروس المهمة المدرجة ضمن مقرر الصف التاسع لتلاميذ وطلاب الصف التاسع.
وسنحاول من خلال محار هذا الموضوع أن نتطرق إلى كافة عناصر درس المفعول المطلق مع الإشارة إلى أنواعه. وبيان طريقة إعرابه مع الأمثلة والشواهد، لكن قبل ذلك نبدأ أولا بتعريف الظاهرة بعد ذلك ننتقل غلى تفصيل القول فيها.
تعريف المفعول المطلق
ما هو المفعول المطلق؟: المفعول المطلق هو مصدر منصوب يُذكر بعد فعل من لفظه لتوكيد معناه، ويكون في الجملة الفعلية لأمر من ثلاثة:
- لتأكيد معنى الفعل
- لبيان نوع الفعل
- لبيان عدد الفعل
ولنفهم بشكل جيد هذا التعريف البسيط، تأمل معي جيدا المثال التالي: "كان وجهه يُعَبِّرُ تَعْبِيراً" حيث ستلاحظ أن كلمة "تعبيرا" تشترك مع الفعل قبلها في نفس الحروف الأصلية. كما أنهما تشتركان في الدلالة على الحدث.
فالفعل "يُعَبِّرُ" يدل على وقوع حدث معين. كما أن الإسم "تَعْبِيراً" يدل كذلك على وقوع نفس الحدث؛ ولا يفترقان إلا في كون الفعل يدل على وقوع الحدث في زمن معين. بينما لا يدل الإسم على أي زمن، و لاشتراك هذا النوع من الأسماء مع الفعل في الدلالة على الحدث أطلق عليه إسم "المصدر الصريح".
وعندما يأتي هذا المصدر مفعولا كما رأيت في العبارة السابقة فإنه يسمى "مفعولا مطلقا".
السؤال المطروح لماذا تضمن هذا المثال مفعولا مطلقا؟ بينما كان بالإمكان الإكتفاء بالقول: "كان وجهه يعبر عما يثيره.." فنكتفي بهذا القولي ويكون المعنى تاما. فهل إضافة المصدر الصريخ، "تعبيراً" ما يكسب الكلام معنى جديدا؟ الجواب: نعم! وهذا المعنى الجديد هو التوكيد اللفظي لمعنى الفعل قبله، وتقويته وتقريره في الذهن.
أنواع المفعول المطلق
ذَكرنا سابقا أن المفعول المطلق ثلاثة أنواع، يأتي كل نوع منها لتأدية وظيفة معينة داخل سياق الجملة. ويأتي على الشكل الآتي: لتوكيد معنى الفعل، لبيان نوع الفعل، لبيان عدد الفعل.
فإذا كان الغرض من المفعول المطلق هو توكيد معنى عامله كما في المثال: " أشرق وجهه إشراقا". فهل يمكن أن يصح هذا الحكم أيضا على المثالين التاليين:
- يَسِيرُ سَيْرَ الْغَافِلِ.
- دَارَ حَوْلَهُ دَوْرَتَيْنِ.
بيان نوع الفعل
أنت تلاحظ بقراءتك للمثال الأول، أن معنى جديدا أضيف إلى توكيد الفعل وتقريره في كلا الجملتين. كما أنك تستطيع التوصل إلى تحديد هذا المعنى بالنسبة للجملة الأولى بالإجابة على هذا السؤال؛ "كيف كان يسير الولد؟" إنه لم يكن يسير سير المتثاقل أو سير المختال مثلا، بل كان يسير سير الغافل اللامبالي.
وإذا فهو سير من نوع معين، ومن ثم فإن المقصود من ذكر المفعول المطلق في هذه الجملة هو بيان نوع الفعل زيادة على توكيد معناه.
وهكذا ترى أن المصدر هنا أضيف إلى ما يبين نوعه، إلا أن بيان النوع قد يكون كذلك بنعت المفعول المطلق كما في قولك: "يشرق وجهه إشراقا غريبا".
بيان عدد الفعل
ننتقل الآن إلى المثال الثاني: "دَارَ حَوْلَهُ دَوْرَتَيْنِ" وبقراءتك له، فإنك بلا شك تلاحظ أن الغرض من المصدر هنا ليس بيان نوع الفعل الذي قام به الفاعل. وإنما عدد المرات التي كرر فيها هذا الفعل، فالمفعول المطلق هنا إذا جاء لبيان عدد تكرارات الفعل بالإضافة إلى توكيد معناه. وهكذا يمكنك أن تستنتج ما يلي:
أن المفعول المطلق يذكر في الجملة لتوكيد معنى الفعل، أو بيان نوعه، أو عدده.
وأن المفعول المطلق الدال على النوع يكون مضافا أو منعوتا.
نائب المفعول المطلق
قد يحذف المصدر من الجملة فينوب عنه نائب في النصب على المفعولية المطلقة مرادفه أو صفته. وينوب عن المصدر في النصب على المفعولية المطلقة أيضا ما يدل على نوعه، أو عدده، أو آلته، وكل وبعض مضافتين إليه، وضميره العائد عليه، والإشارة إليه.
تأمل الأمثلة الآتية:
قام التلميذ وقوفا
اقترب المعلم من التلميذ كثيرا.
لقد كان بإمكان المتكلم أن يقول بالنسبة للمثال الأول: "قام التلميذ قياما". ولكنه فضل استبعاد المدصر الصريح "قياما" وأتى بمرادفه الذي هو "وقوفا" لينوب عنه.
وبالنظر في المثال الثاني، فإنك ستلاحظ أن مصدر "اقترب" أيضا غير مذكور. ولكن، ما هو الشيء الموصوف بالكثرة في هذا المثال؟ لمعرفة ذلك فإنه لابد لك من افتراض أن أصل الجملة كان على هذه الصورة؛ "اقترب المعلم من التلميذ اقترابا كثيرا" ليكون الموصوف بالكثرة على هذا النحو هو "اقترابا" وهو، كما ترىن مفعول مطلق، إلا أن المتكلم فضل حذفه والاكتفاء بذكر صفته (كثيرا) نيابة عنه.
أمثلة على نائب المفعول المطلق
ابحث في الأمثلة الآتية على مت ينوب عن المصدر الصريح:
- رجع التلميذ الخائف القهقرى.
- أنذر المعلم التلميذ ثلاثا.
- لم يضرب الملعم التلميذ سوطا.
- يتكلف المعلم كل التكلف في إلقاء الحروف.
- تردد المتأخر أمام باب الفصل بعض التردد.
- صفح المعلم عن التلميذ صفحا لا يصفحه عن أحد.
- ارتجَّت الحيطان لصيحة المعلم ذلك الارتجاج.
لاحظ كلا من الألفاظ الآتية: (القهقرى، ثلاثا، سوطا، كل، بعض، الهاء في "يصفحه"، ذلك). يدل على معنى مصدر الفعل المذكور قبله، فإنك قلت في المثال الأول: "رجع التلميذ رجوع القهقرى" فدل بذلك لفظ "القهقرى" على معنى المصدر الصريخ "رجوعا" مثلما دل العدد "ثلاثا" على المصدر "إنذارا" ودلت الآلة "سوطا" على المصدر "صربا".
وعوض أن نقول في المثالين الرابع والخامس: "تكلف الملعم تكلفا" و "تردد المتأخر ترددا"أتينا "بكل"، و"بعض" مكان المصدر الصريح الذي أضيف إليهما، في حين أن تقدير الكلام في: "لا يصفحه" في المثال السادس هو "لا يصفح صفحه..." فحل الضمير لذلك مكان المصدر الذي يدل عليه اسم الإشارة في المثال الأخير.
وأنت إذا أعدت النظر في الألفاظ (وقوفا، كثيرا، قهقرى، ثلاثا، سوطا، كل، بعض، الضمير في "لا يصفحه"، ذلك). وجدت أن كلا منها لا يحمل معنى الفعل المذكور قبله فحسب، وإنما له صلة وثيقة بالمصدر الأصلي لهذا الفعل: فصحَّ لذلك أن ينوب عن هذا المصدر.
المفعول المطلق يعدّ من مكملات الجملة الفعلية
وبما أن حكم مصادر الأفعال في مثل الجمل السابقة هو النصب على المفعولية المطلقة، فإن الحكم نفسه ينطبق على الألفاظ التي دلت على هذه المصادر وحلت محلها.
اعراب المفعول المطلق
تجد فيما يلي نماذجا لإعراب المصدر الصريح أو المصدر الصريح في سياق الجملة الفعلية:
المثال الأول: قام التلميذ وقوفا
- قام: فعل ماض مبني على الفتح
- التلميذُ: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- وُقُوفاً: نائب عن المفعول المطلق منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المثال الثاني: لعبت لعبا
- لعبت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء المتحركة ضمير متصل في محل رفع الفاعل.
- لعبا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
دروس لغوية أخرى: